الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

ويضيع من قدمي الطريق ..




على الشاطئ الطويل الذي أحتضن خطواتها ..كانت تسير وكانت الأمنيات تشاطرها ذلك الشاطئ..

أمنيات تريد أن تولد وترى النور ..الكثير كان برفقتها في ذلك المساء رغم وحدتها ،فذلك المساء  هو الذي يفصلها عن بداية 


عامها الجامعي الأخير ..كانت تذكر نفسها بما وضعته من أهداف وأعمال تريد تحقيقها بعد عون الله وتوفيقة في ذلك العام ..


بينما هي تسير في دوامة من المشاعر والأحاسيس إذا بصوت والدها يتهادى لسمعها ،والدها الذي أنجبها لتكون آخر العنقود 


كما يقال، والدها الذي يخشى عليها من نسمة الهواء،والدها الذي يراها طفلة في عامها الأول تتعثر في خطواتها وتسقط  ثم تنهض مرة أخرى..


مشيا سويا وسارت معهما عجلة الزمان وعادت الذاكرة بوالدها لذلك الحي القديم الذي يحتضن منزلهم المتواضع في جانبة الايسر..  


إلى تلك الدنيا التي لم تراها عيناها ،إلى صوت آلة الخياطة الخاصة بوالدتها ..إلى صوت عبدالحليم حافظ أسطورة الحب في 


ذلك الوقت ولا يزال كذلك مطرب العاشقين الأول ..


صمت ملأ الفراغ بينهما عيناهما تنظران في نفس الاتجاه لكن لكل منهما إتجاه آخر تبحران به..


"ويضيع من قدمي الطريق" تمتم بها والدها .. كانت تلك الكلمات مقطع من أغنية عبدالحليم حافظ  لاتكذبي.. هي من بترت حدة الفراغ بينهما ..


نظرت إلية باستغراب : بابا تكلمني ...؟!!!


فأعادها مرة أخرى ،ثم قال : هذه الأغنية لعبدالحليم حافظ ..أحبــها !!


ابتسمت وفي عينيها تدور الأسئلة ..لماذا هذه الأغنية الان ..؟؟ ولماذا عبدالحليم حافظ ..؟؟؟


أدركت آخرا أن الزمن أراد أن يلقي بتهكماته في طريقهما ..أن يريها تلك الجروح الغائرة في ثناياه ويترك لهما مسامرة 


جروحهما ..شرع والدها يخبرها عن عبدالحليم حافظ ويتمتم ببعض أغانيه إلى أن وصل لأغنية "أهواك" وتغنيا بها سويا ممسكا بيديها .



(الحب ولد ليكون في زمن والدي ووالدتي،ولد لهما ولعبدالحليم ..وللصوت الذي عاد بوالدي لذلك الزمن الجميل ..)


،،وأخيرا ..


للزمن خطوات ننتظرها أن تأتي وربما لحظات يفاجئنا بها زماننا ، كل ذلك يكون خلف عجلة الزمن التي تسير بنا في مشوار 
حياتنا للأمام فلا مجال للعود لاسيما إن كانت تلك العودة تثبطنا وتضعف من قدرتنا على المسير. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق